حب في الاربعين , قصيدة في الشعر المعاصر للشاعر التونسي منير بن صالح ميلاد

Mbsmgroup_Tunisie_Private_PicturesCapture d’écran 2025-04-16 214241

حُبُّ ٱلْأَرْبَعِينَ
نُضْجُ ٱلْهَوَى،
وَٱحْتَرَقَتِ ٱلسِّنِينَ،
يَا حُبَّ قَلْبِي فِي ٱلْمَدَى ٱلْمَسْكُونِ،
يَا زَهْرَةً نَبَتَتْ عَلَى جَفْنِ ٱلْعُيُونِ،
جِئْتِ ٱلْحَيَاةَ مَعَ ٱلرُّبَى تَمْشِينَ،
فَأَثَرْتِ نَارَ ٱلْقَلْبِ فِي ٱلْأَرْبَعِينَ،
يَا حُبَّ عُمْرِي، يَا سُلَافَ، تَأَمَّلِي،
هَلْ يُسْتَهَانُ بِعَاشِقٍ مَفْتُونِ؟
كَأَنَّنِي “إِيرُوسُ” يُغَازِلُ ظِلَّكِ،
وَيَدُقُّ بَابَ ٱلْحُسْنِ فِي سُكُونِ،
يَا حَبِيبَةَ ٱلْقَلْبِ، يَا وَطَنِي،
فِي عِشْقِكِ،
أَدْرَكْتُ مَعْنَى ٱلْحُسْنِ فِي ٱلتَّكْوِينِ،
يَا حُبَّ قَلْبِي فِي ٱلْمَدَى ٱلْمَسْكُونِ،
يَا زَهْرَةً نَبَتَتْ عَلَى جَفْنِ ٱلْعُيُونِ.

الشاعر التونسي منير بن صالح ميلاد

هذه القصيدة للشاعر التونسي منير بن صالح ميلاد ، وهي مليئة بالعواطف العميقة والمشاعر الرومانسية التي تعبّر عن حبٍ ناضج يزداد عمقاً مع مرور الزمن. الشاعر يستخدم لغة شعرية راقية ومفعمة بالرمزية، حيث يصف الحب في سن الأربعين على أنه “نضج الهوى”، مما يعكس التجربة والحكمة التي تأتي مع العمر.

تفسير بعض الصور الشعرية:

  1. “حُبُّ ٱلْأَرْبَعِينَ… نُضْجُ ٱلْهَوَى”
    هنا يشير الشاعر إلى أن الحب في هذا العمر ليس مجرد شغف عابر، بل هو حب ناضج وعميق، مبني على التجارب والحياة.
  2. “يَا زَهْرَةً نَبَتَتْ عَلَى جَفْنِ ٱلْعُيُونِ”
    هذه الصورة الجميلة تعبر عن الحبيبة كزهرة نادرة تنمو على أطراف العيون، أي أنها مصدر السعادة والجمال بالنسبة للشاعر.
  3. “كَأَنَّنِي ‘إِيرُوسُ’ يُغَازِلُ ظِلَّكِ”
    إيروس هو إله الحب عند الإغريق، ويستخدمه الشاعر هنا ليصف نفسه كعاشق مفتون يغازل حتى ظل الحبيبة.
  4. “أَدْرَكْتُ مَعْنَى ٱلْحُسْنِ فِي ٱلتَّكْوِينِ”
    عبر الحب، يدرك الشاعر المعنى الحقيقي للجمال في الوجود، وكأن الحبيبة هي مفتاح لفهم الكون بأسره.

الجوهرة الأدبية:

القصيدة ليست مجرد تعبير عن الحب، بل هي احتفاء بمرحلة من الحياة (سن الأربعين) التي يصبح فيها الحب أكثر عمقاً ونقاءً. الشاعر يمزج بين الرومانسية الشخصية والفلسفة العامة حول الجمال والحب والوجود.