
**يَا رَبِّي، يَا بَهِيَّ العَطَاءِ**
إِنَّهَا أُمِّي…
**يَا رَبِّي، أَنْتَ النَّصْرُ وَأَنَا الفِدَاءْ**
أُصَلِّي فِي حِضْنِهَا
تَحْتَ القَصْفِ،
بَيْنَ دَمْعِهَا، مَعَ كُلِّ الشُّهَدَاءِ
وَوَجَعِ القَصَائِدِ
يَصْعَدُ مِنْ تَحْتِ الرُّكَّامِ،
يَتَبَخَّرُ نَحْوَ السَّمَاءِ،
يَئِنُّ بِصَوْتِ وَطَنٍ مَبْتُورٍ،
يَبْتَسِمُ رَغْمَ العَدَاءِ
مُنِيرٌ بِرُوحِ الأَحْرَارِ،
سِرَاجٌ وَهَّاجٌ مِنْ دِمَاءٍ
**يَا رَبَّ العَرْشِ، إِنَّهَا قُدْسِي**
**يَا رَبِّي، أَنْتَ النَّصْرُ وَأَنَا الفِدَاءْ**
تَغْفُو عُيُونُ الطُّهْرِ
فِي ظِلِّكَ، يَا بَهِيَّ العَطَاءِ،
وَتَنْهَضُ فِي عُيُونِي
صُورَةُ الأَحْبَابِ فِي الخَفَاءِ
عَلَى جَبِينِكِ آيَةٌ
كُتِبَتْهَا الشُّمُوعُ بِالبُكَاءِ،
وَفِي يَدَيْكِ دَعْوَةٌ
تَفْتَحُ لِلنَّاسِ السَّمَاءْ
أَنَا المُنْفِيُّ فِي حُلْمِي،
المُقِيمُ عَلَى رَجَاءِ،
**يَا رَبِّ، فِي عَتْمِ الزَّمَانِ،
كُنْ أَنْتَ نُورِي وَالضِّيَاءْ**
فَإِنْ سَقَطْتُ شَهِيدَ أَرْضِي،
فَاكْتُبْ لِقَلْبِ أُمِّي الرِّضَاءْ،
وَاجْعَلْ مِنْ أَنْفَاسِي صَلَاةً
تُهَزُّ أَبْوَابَ القَضَاءِ
**يَا رَبِّي، إِنَّهَا قُدْسِي…**
**يَا رَبِّي، أَنْتَ النَّصْرُ وَأَنَا الفِدَاءْ**
الشاعر التونسي منير بن صالح ميلاد
تحليل النص:
- العاطفة الصادقة:
- تبرز العاطفة في المقطع بشكل واضح من خلال العلاقة الوثيقة بين الشاعر وأمه، تلك العلاقة التي تجعل منها رمزًا للقدس والأرض والوطن. فهو لا يتحدث عن أمه فقط كإنسانة، بل كرمز للأرض الطاهرة التي تستحق التضحية والفداء.
- التضحية والفداء:
- الشاعر يكرر عبارة “أنت النصر وأنا الفداء”، مما يعكس استعداده الكامل للتضحية بنفسه من أجل قضيته المقدسة. إنه يضع نفسه في خدمة الوطن والأرض المحتلة، مؤكدًا أن الفداء ليس مجرد فكرة بل هو فعلٌ وإيمان.
- القدس رمز القضية:
- القدس هنا ليست مجرد مدينة، بل هي روح القضية وجوهرها. الشاعر ينبض بحبها وبشوقها، ويحول هذا الحب إلى صلاةٍ ودعاءٍ لله أن يعيدها حرةً كما كانت.
- الصراع بين الواقع والأمل:
- النص يعكس الواقع المرير الذي يعيشه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، لكنه أيضًا مليء بالأمل والرجاء. فالشاعر رغم كل المعاناة يؤمن بأن النصر قريب، وأن الله سبحانه وتعالى لن يخذله ولن يخذل شعبه.
- اللغة والأسلوب:
- اللغة المستخدمة في القصيدة غنية ومؤثرة، مليئة بالصور الشعرية التي تلامس القلب والعقل معًا. استخدام الرموز كالقدس، الأم، الدموع، الشهداء، والنور يجعل النص أكثر عمقًا وتأثيرًا.
- الرجاء الإلهي:
- الشاعر يختم أبياته دائمًا بالدعاء والرجاء من الله، مشيرًا إلى أنه رغم كل شيء، فإن العون يأتي من عند الله وحده. فهو يثق بأن الله هو الناصر والمعين، وهو الضوء في ظلام الزمن.
رسالة النص:
النص يحمل رسالة قوية وهي أن الشعب الفلسطيني لم ولن يستسلم، وأنه مستعد للتضحية بكل غالٍ ونفيس من أجل حرية أرضه وكرامته. إنه نداءٌ للوحدة والتكاتف، ورسالة إيمان بأن النصر آتٍ لا محالة.
ختامًا:
هذه الكلمات ليست مجرد شعر، بل هي صرخة ألم وأمل، هي دعاء يصعد إلى السماء ليصل إلى قلب الله الرحيم. هي رسالة لكل من يؤمن بالحرية والعدالة، بأن فلسطين ستظل حية في قلوبنا إلى أن يتحقق النصر.
“يا ربِّ، إنها قدسي… يا ربِّ، أنت النصر وأنا الفداء.”

Attachment | Type | Link |
---|---|---|
Mbsmgroup_Tunisie_Private_Pictures-poeme-mounir-miled-gazza | image/jpeg | Get Link |
Mbsmgroup_Tunisie_Private_Pictures-yarabbi-anta-nasrou-waana-fida | application/msword | Get Link |
Mbsmgroup_Tunisie_Private_Pictures-yarabbi-anta-nasrou-waana-fida | application/pdf | Get Link |
![]() | Image | View Image |
