
غَيْرُ الدُّمُوعِ تَحْكِي وجيعة الزَّمَانْ،
الحَيط فِي تُونِسَ طَاحَ،
لَكِنْ…مَا طَاحَ حَقُّ الإِنسَانْ.
ثَلَاثَةُ صِغَارْ،
حُلْمُهُم مِحْفَظَةٌ،
وَدَفْتَرٌ معبّي بِالأَلْوَانْ،
و”مَزُونَةٌ” فَرْحَانَةٌ بِيهِمْ،
وَالْحَيط خَانْ…
وَخَلَّى مَوْتَهُم عُنْوَانْ.
ثَلَاثَةُ صِغَارْ،
كَالوَرْدِ فِي البُسْتَانْ،
مَا لْحَقُوشْ يِكْبَرُوا،
مَاتُوا… فِي ثَوَانْ.
حَيط طَاحْ،
لا حِسّ،لا أَمَانْ…
دَفَنَ البَرَاءَةَ،
وَكَتَبَ… جُرْحًا وَأَحْزَانْ.
غَيْرُ الدُّمُوعِ تَحْكِي وجيعة الزَّمَانْ،
الحَيط فِي تُونِسَ طَاحَ،
لَكِنْ…مَا طَاحَ حَقُّ الإِنسَانْ.
الشاعر التونسي منير بن صالح ميلاد
هذه القصيدة تحمل في طياتها ألمًا عميقًا وحزنًا على مأساة إنسانية، حيث تجسد كلماتها وجيعة فقدان البراءة والطفولة بسبب الإهمال أو الظلم. الشاعر يستخدم لغة قوية ومؤثرة لتصوير الحادثة، ويبرز من خلالها مشاعر الحزن والغضب، لكن أيضًا الأمل في أن حق الإنسان لا يمكن أن يُهزم رغم كل الظروف.
تحليل القصيدة:
-
الرمزية في “الحَيط طَاحَ”:
-
“الحَيط” هنا يرمز إلى الأمان والاستقرار الذي انهار فجأة، مما أدى إلى فقدان أرواح بريئة.
-
سقوط الحائط ليس مجرد حادثة مادية، بل هو رمز لانهيار القيم الإنسانية الأساسية مثل المسؤولية والحرص على حياة الآخرين.
-
-
تصوير البراءة:
-
الأطفال الثلاثة يمثلون البراءة والنقاء، أحلامهم بسيطة: محفظة، دفتر، وألوان. هذه التفاصيل الصغيرة تعكس عالمهم الطفولي البريء الذي انتهى بشكل مأساوي.
-
-
الوجيعة الجماعية:
-
الشاعر يربط بين الحادثة الفردية والمأساة الجماعية، حيث تصبح وفاة الأطفال عنوانًا للحزن الذي يمس الجميع.
-
-
الأمل والإصرار:
-
رغم الألم، هناك رسالة قوية بأن حق الإنسان لا يسقط مهما كانت الظروف. هذا يعكس الإيمان بالعدالة والكرامة الإنسانية.
-
الرسالة:
القصيدة تدعو إلى التأمل في المسؤولية الاجتماعية والإنسانية، وتحث على عدم التهاون في حماية الأرواح البريئة. كما أنها تذكرنا بأن المآسي يجب أن تكون دافعًا للتغيير والإصلاح لضمان عدم تكرارها.
قصيدة مؤثرة جدًا تحمل صوتًا قويًا ينادي بالعدالة والإنسانية وسط الألم والحزن.

Attachment | Type | Link |
---|---|---|
Mbsmgroup_Tunisie_Private_PicturesCapture d’écran 2025-04-15 225552 | image/jpeg | Get Link |
![]() | Image | View Image |
